الجمعة, أبريل 26, 2024
الصحةاليوناندكتور مأمون مسعود

تاج الصحة : مع الدكتور مأمون مسعود – عنوان الحلقة : ألالام الرقبة


 

الحلقة الثانية

ألالام الرقبة

 

تعد رقبة الإنسان من أكثر أجزاء الجسد تعرضاً للإجهاد. هذه الرقبة المتكونة من سبع فقرات عظمية تقوم بدعم الرأس والذي يزن أكثر من 5 كيلو جرام، ولأن الرقبة دائماً تكون في حركة مستمرة، فيمكن لبعض الحركات أن تتسبب في إصابة الرقبة، وقد ينتج عنها آلام شديدة أو متوسطة تؤثر على أعمالنا اليومية، وفي بعض الأحيان تشعر بأنّ آلام رقبتك تحسنت ولم تعد تعاني من مشكلة، لكن ماذا لو استمر الألم معك؟ كيف يمكنك معالجة ذلك؟، هذا الذي سوف نتناوله في هذا المقال بحول الله، فعندما يحدث تقلص في عضلات الرقبة، وذلك بسبب أنك تعاني من إجهاد بدني، أو إجهاد نفسي، الذي يعمل على تقليل وصول الدم إلى العضلات بشكل تام، لذا فإنّك تشعر بآلام، لذلك فإنّ أفضل الطرق للتخلص من هذه الآلام هو تخفيف الجهد البدني أو النفسي، وكذلك علاج العضلات، وهناك بعض العلاجات المنزلية الصحية التي تمنع حدوث هذا التقلص العضلي من الأساس.

كما يجدر بنا الذكر أن الحياة العصرية ومنجزاتها العلمية ساهمت في تفاقم مشاكل آلام الرقبة في شكل كبير. وخصوصاً لدى الأشخاص، الذين يمارسون اعمالاً مكتبية، ولدى طلبة المدارس والجامعات .

فما سبب هذا المرض و ما طرق الوقاية منه وهل من علاج له في حال حدوثه ؟؟؟

هذا ما سوف نتناوله في مقالنا هذا و نرجو لكم الاستفادة و الحذر , فدرهم وقاية خير من قنطار علاج …..

 الأسباب

يكاد يجمع أطباء العظام على أن أبرزها يكون ناجماً عن إجهاد منطقة الرقبة وأسفل الرأس وأعلى الكتفين، نتيجة الجلوس لفترات طويلة بطريقة خاطئة، عند الدراسة، أو عند الكتابة، أو عند استخدام الحاسوب , كما أن استخدام الوسادة السيئة عند النوم، يساهم في ظهور آلام الرقبة. يضاف إلى ذلك استخدام الهاتف الخليوي والهاتف الأرضي لفترات طويلة، مع ثني الرقبة ناحية الكتف، ما يضيف إجهاداً غير عادي على الرقبة , وقد تكون آلام الرقبة، في بعض الحالات، ناتجة من التهابات عضلية مزمنة، أو نتيجة وجود خشونة في الفقرات، التي تقع في منطقة الرقبة، أو عن انزلاق غضروفي في الفقرات العنقية. وفي هذه الحالات قد تمتد الآلام لتشمل الكتف والذراع والساعد وكذلك الأصابع. وقد يصاحبها خدر وتنميل .

واضافة الى كل ما تقدم من اسباب، فإن حوادث المرور قد تكون سبباً في ظهور آلام الرقبة المفاجئة والشديدة، وخصوصاً عندما يتعرض سائق المركبة إلى ارتطام مركبة أخرى به من الخلف، ما يؤدي إلى شد عضلي معروف لدى الاطباء بإسم  اصابة السوط Whiplash Injury

و في حالات نادرة قد تكون أللام الرقبة ناتجة عن التهابات جرثومية في الفقرات العنقية، أو في الغضاريف العنقية، نتيجة الإصابة بالبكتيريا مثل بكتيريا السل.

وهناك فئة من المرضى تكون لديهم أورام سرطانية، أو غير سرطانية، تؤثر في الفقرات العنقية، وتؤدي إلى آلام مبرحة في هذه المنطقة. والأسباب الأخيرة نادرة

و هناك أيضا من أسباب ألام الرقبة الرقبة الملتوية: الكثير من الناس يستيقظ في الصباح ليجدوا أنّ رقابهم قد التوت في أحد الجوانب، ويشعر بثباتها في ذلك الجانب، وذلك لأن الرقبة أخذت وضعية غير صحية، ويمكن أن يستمر الألم في هذه الحالة من يومين إلى ثلاثة أيام،و مع الطرق العلاجية الصحية بطريقة سليمة قد تتحسن في غضون أسبوع،م الا فمن الأفضل مراجعة طبيب مختص, و قد يعاني الشخص من تمزق في عظام الرقبة، ويسمى ذلك بداء الفقار الرقبية، وفي أغلب الأحيان يحدث هذه المرض عند كبار السن، ولا يظهر أعرض لهذا المرض، وفي هذا الحالة يجب مراجعة طبيب خاص، أما آلام الرقبة الناجمة من ضغط عصب الرقبة، فقد تحدث نتيجة أخذ الرقبة وضعاً غير مناسب، ويمكنك العلاج من هذه الحالة باتباع الارشادات العلاجية المناسبة من الطبيب.

 الأعراض

تعتمد الاعراض على السبب الكامن وراء ظهور آلام الرقبة. ففي الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من آلام الرقبة الحميدة الناتجة من الإجهاد المزمن، تتلخص اعراض مرضهم فيما يلي :

آلام في أسفل الرأس، من الناحية الخلفية، تمتد للرقبة وإلى أعلى الكتفين، وتزداد مع الإجهاد، وبذل المجهود والجلوس لفترات طويلة، وتقل في فترات الإجازات والعطلات الاسبوعية. وقد يصاحب هذه الآلام نوع من أنواع الصداع، الذي يصيب المنطقة الخلفية من الرأس ومعروف أنه في هذه الفئة من المرضى، فإن الآلام تزداد حدتها مع التعرض لضغوط نفسية أو جسدية، أو مع تقلبات المناخ، مثل دخول فصل الشتاء، ولدى النساء تزداد حدتها مع دخول الدورة الشهرية.
أما في المرضى الذين يعانون من ضيق في القناة الشوكية وضغط على النخاع الشوكي، أو الذين يعانون من انزلاق غضروفي في الفقرات العنقية، فإن الآلام تتركز في منطقة الرقبة ثم تمتد إلى احدى الذراعين أو كلتيهما حسب الأعصاب التي تتعرض للضغط. وهذه الآلام قد تكون مبرحة، وقد تشابه سيخاً من النار في يد المريض وذراعه، وقد تمنعه من القيام بأبسط الأعمال اليومية. وفي بعض الحالات قد يصاحب الألم خدران وتنميل في الأصابع .

وفي الحالات المتقدمة قد يكون هناك ضعف في العضلات، وتأثر في وظيفة الساقين أيضاً. ولدى المرضى، الذين تكون آلامهم ناتجة عن التهابات جرثومية أو عن أورام، فإن هذه الفئة تعاني من آلام، حتى في أوقات الراحة، أو في الليل، أو أثناء النوم، وحتى مع انعدام الحركة في العنق، وهي خاصية مميزة لهذه الفئة من المرضى، وتستدعي الاهتمام والتدقيق من قبل الطبيب. فعندما يشتكي المريض من ألم عندما يكون مستلقياً ومسترخياً على الفراش،فإنه يجب أخذ هذا بجدية تامة. وإذا ما صاحب هذه الآلام شعور بالرجفة، أو ارتفاع في درجة الحرارة للجسم ككل، أو فقدان للشهية أو نقص في الوزن، فإنها كلها مؤشرات على خطورة الوضع.

  التشخيص

عادة ما يبدأ بالفحص السريري الذي قد يبين وجود تمدد في حركة الفقرات العنقية ووجود شد وتقلص في العضلات المحيطة بالرقبة والكتفين وقد يبين كذلك وجود نواقص عصبية في اليدين أو القدمين مثل تغير المنعكسات العصبية أو فقدان الإحساس في بعض الأصابع , بعد ذلك يأتي دور الأشعة السينية، التي قد تبين وجود شد في عضلات العنق أو وجود خشونة في الرقبة .

أما الطريقة الفضلى والأحدث لتشخيص مشاكل الفقرات العنقية، فهي أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين بدقة ووضوح وجود أي تغيرات رثوية أي انزلاقات غضروفية أو أي آثار لالتهابات أو أورام في الفقرات العنقية وقد يلجأ الطبيب الى طلب بعض الفحوصات المخبرية كتحاليل الدم وغير ذلك.

ويجب التنبيه هنا إلى ضرورة الدقة عند تشخيص هذه الحالات، فكثير من المرضى قد يكون لديهم مشاكل في الكتفين، ما يؤثر على الرقبة أو قد تكون لديهم مشاكل في الرقبة، ما قد يؤثر على الكتفين. ولذلك فإنه من الضروري فحص مفصل الكتف عند فحص هذه الفئة من المرضى , هنالك أيضا الفحص بالأشعة المقطعية أو ما يُعرف بتصوير النخاع: عادةً ما تُستخدم بديلاً للتصوير بالرنين المغناطيس , و كذلك التخطيط الكهربائي: يشتمل على التخطيط الكهربائيّ للعضلات وسرعة توصيل العصب، ويستخدم كليهما في تشخيص آلام الرقبة والكتف والذراع، والتنميل، والإحساس بالوخز.

 العلاج

طرق معالجة آلام الرقبة في المنزل : ارشادات هامة…..!!!!

في البداية سوف نتحدث عن عدة اجراءات و ارشادات يمكننا اتباعها في المنزل قد تفيدنا في معالجة أو كذلك الوقاية من ألام الرقبة و هي :

  • الثلج : يقوم الثلج بتخدير آلام الرقبة بشكل جيد، وكذلك يقلل من التهاب العضلات، حيث نقوم بوضع كمية من الثلج الرقيق المهروس، في كيس بلاستيكي، ونقوم بتغطيته بقطعة من القماش الخفيف، ثم نقوم بوضعه على منطقة الألم لمدة لا تقل عن 15 دقيقة .
  • الكمّادات الحارة حول العنق : حيث تعمل الحرارة على زيادة تدفق الدم، وتقلل من تشنج وتصلب العضلات، نقوم هنا باستخدام قطعة من القماش أو منشفة مبللة بالماء الدافئ، ويمكن استخدام زجاجة بها ماء دافئ، لكن يجب الحذر من إبقاء هذه المنشفة أو الزجاجة لفترة طويلة، لأن وجود الحرارة لوقت طويل يزيد من الألم .
  • النوم على وسادة منخفضة : يفضل أن تكون الوسادة غير السميكة فيجب أن تضع رأسك على وسادة منخفضة، وتجنّب النوم على وسادتين، لأن ذلك يؤدّي إلى ثني عنقك بطريقة غير طبيعية، وقم بالاستلقاء لبعض الوقت، وهذه الطريقة بسيطة ومفيدة في التخلص من آلام الرقبة وتزيل تشنج العضلات وتقلصها، حيث يتم الاستلقاء لبعض الوقت، وتجنب الوسادة الصلبة لكي لا تزداد آلام الرقبة، حيث إنّ الوضعية السيئة خلال اليوم أو خلال النوم تزيد من آلام الرقبة وتفاقمها، وهذا الذي قد يسبب معظم آلام الرقبة، فيجب الانتباه إلى ذلك، واختر الوضعية المريحة التي لا تسبب لك الآلام .
  • تجنّب الضغط العصبي : إنّ الضغط النفسي يؤدّي إلى ازدياد شد العضلات، لذلك ينصح بالابتعاد عمّا قد يسبب الضغط والتوتر قدر الإمكان، ولا تفكر في ذلك واحرص على الراحة، وعليك بممارسة تمارين الاسترخاء، ومن أهم هذه التمارين تمرين الاسترخاء التدريجي، وتمرين التنفس العميق .
  • تمارين بسيطة : نقوم بشد عضلات الرقبة بلطف، ثم إمالة الرأس نحو الأعلى والأسفل ومن جانب إلى جانب آخر، وتحريك العنق بعناية شديدة من اليسار وإلى اليمين، ثلاث مرات متتاليات، إذ إنّ هذه التمارين البسيطة، والتي يجب عليك تطبيقها بحذر، تعمل على تقوية عضلات الرقبة، تسهل حركتها .
  • تدليك الرقبة : لأن القيام بتدليك الرقبة من شأنه أن يعمل على تخفيف تقلص العضلات، وتوفر لها راحة مؤقتة، ويساعد على النوم مريح، ويجب أخذ حمام ساخن لإرخاء عضلات الرقبة، نستخدم زيت من زيوت المساج، ثم نقوم بدلك الرقبة ومنطقة الكتفين باستخدام اليدين، نطبق ضغط خفيف أثناء التدليك وبحركات دائرية
  • التدرب على استقامة الرقبة: من أهم وظائف الرقبة أنّها تقوم بضبط التوازن بين الرأس والعمود الفقري، حيث عندما يقوم الظهر بالانحناء إلى الأمام، تنحني الرقبة إلى الخلف، وذلك لخلق توازن لازم بين أجزاء الجسم، ونقوم بممارسة تمارين التوازن، حيث نقف ليكون الظهر ملتصقاً بالحائط، وكذلك تكون الأرداف ومنطقة الكتفين والجزء الخلفي للرأس باتجاه الحائط، ثم نبتعد عن الحائط بمقدار خطوة واحدة، ثم نرجع مرة أخرى إلى المكان الذي تقدمنا منه، ونقوم بتكرار هذا التمرين أكثر من 10 مرات في اليوم .
  • تمرين الاسترخاء التدريجي: قبل ذلك نقوم بالبحث عن مكان خالٍ وهادئ، ثم نقوم بالاستلقاء ونغمض أعيننا، وبعد ذلك نقوم بشد عضلات الرقبة ثم تركها على مرات متتالية، والأفضل نتبع هذا الخطوات مع باقي أجزاء الجسم الأخرى .
  • تمرين التنفس العميق: نحرص على الجلوس في وضعية مريحة، نقوم بأخذ نفس عميق بشكل بطيء، لنتأكد بأن النفس يخرج من عمق البطن نقوم بوضع أيدينا على منطقة المعدة، ثم نحرص على إخراج النفس بشكل بطيء، ونقوم بتكرار هذه الخطوات عدة مرات .
  • تمارين خاصة بالرقبة: القيام بهذه التمارين تعمل على تخفيف ألم الرقبة، وذلك بأن تحضر منشفة مبللة بماء دافئ قبل قيامنا بهذا التمرين، بعد ذلك نقوم بممارسة التمرين، بعمل حركات دائرية للرقبة وفي كل الاتجاهات، وعلى مدى الواسع، ونقوم بعمل هذا التمرين خمس مرات لكل جلسة، حيث تلزم ثلاث جلسات في اليوم الواحد.
  • العمل المكتبي والمحافظة على الرقبة :عندما نقوم بتأدية الأعمال المكتبية أو الأعمال الحاسوبية، نصدر الكثير من حركات الانحناء والالتفاتات وغيرها، وذلك يسبب في إصابة الرقبة بالتقلصات وأضرار، لذلك يجب أن نحرص على أداء هذه الأعمال من دون انحناء الرأس إلى الأسفل، أو الالتفاتات الرأس في أي اتجاه، ويمكننا أن نغير من ارتفاع المقعد، وكذلك شاشة الكمبيوتر، ونجعله في مرمى النظر بشكل دائم.

نصائح وارشادات :

  • النوم بشكل مستقيم وأن تكون اليدين ممدودة على الجوانب .
  • استعمال وسادة صغيرة وغير سميكة للنوم أو الاستراحة عليها .
  • عندما يتوجب عليك القيام بعمل متواصل، يجب عليك أخذ استراحة .
  • الجلوس بشكل معتدل عند القراءة أو العمل المكتبي، واستخدام الحاسوب .
  • يفضل استخدام طوق الرقبة إذا كنت تعاني من داء الفقار الرقبية ليس في كل الأحوال، بل في الأمور التي تقتضي ذلك، أثناء سفرك مثلاً .
  • احرص على المداومة في عمل تمارين الرقبة بهدوء، وابتعد عن التوتر والقلق .
  • وإذا كنت تعاني من خشونة في الرقبة، أو داء الفقار الرقبية لا تقم بوضع يديك تحت رأسك عند النوم .
  •  عندما يكون لديك آلام في الرقبة تجنب حمل الأشياء الثقيلة، وممارسة التمارين القاسية .و من الأفضل أن لا تستحم بالماء البارد، وأن تتجنب التعرض للبرودة قدر المستطاع …..

علاج ألام الرقبة:

يعتمد علاج آلام الرقبة على السبب الكامن وراء هذه الألام فمثلا إذا كان هناك ضيق في القناة الشوكية، أو انزلاق غضروفي، أو وجود التهابات جرثومية أو أورام، فقد يكون التدخل الجراحي ضرورياً. أما في الحالات الناتجة عن الآلام الحميدة، الناجمة عن الإجهاد والتهاب العضلات، فإن الخطة العلاجية تبدأ بطرق علاجية تحفظية تتكون من الآتي :

  • أخذ قسط كاف من الراحة، وخصوصاً عند الناس الذين تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلي أو الكتابة لفترات طويلة .
     المحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة، أو عند استخدام الحاسب الآلي بحيث تكون المذاكرة على طاولة، وباستخدام كرسي صحي، وعدم المذاكرة على الأرض أو على الكنبة أو على السرير، كما يفعل الكثير من الطلاب , و كذلك
    محاولة أخذ قسط من الراحة كل ربع ساعة، أو كل نصف ساعة، مع عمل تمرينات بسيطة لعضلات الرقبة .
  • عمل جلسات علاج طبيعي للتأهيل والتثقيف عن الوضعيات الصحيحة للمحافظة على سلامة الرقبة، وكذلك عمل تمرينات إطالة لعضلات الرقبة وتمرينات تقوية لهذه العضلات، ما يؤدي على المدى الطويل إلى إعادة تأهيلها وتقويتها ويجعلها قادرة على تحمل الضغوط اليومية .
  • استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة للآلام والأدوية المرخية للعضلات لفترات قصيرة بإشراف الطبيب .
  • استخدام الوسادة الطبية عند النوم، والوسادة الطبية عند الجلوس، لكي تحافظ على القوام الصحيح للفقرات العنقية وللظهر بصفة عامة .
  • استخدام المراهم والكمادات الساخنة أو الباردة كل حسب حالته عند اللزوم .
  • يجب على المريض أن يعرف الأشياء التي تؤثر في صحته وتزيد من حالته ويتجنبها، مثل الضغوط النفسية والبرد والإجهاد .
  • في حال استمرار الآلام في منطقة محددة، فإنه يمكن إعطاء حقن موضعية تحتوي على مادة البريدنيزولون المضادة للالتهاب، لكي تقضي على الالتهاب في العضلة ولدى الغالبية العظمى من المرضى، فإن الخطة التي ذكرت سابقاً تكون ناجحة في تخليصهم من الآلام المزمنة أو الحادة في منطقة العنق وأعلى الظهر والكتفين. ويجب التنبيه إلى أن العادات الجديدة والأجهزة المساعدة والتمارين التي يتعلمها المريض أوالمريضة خلال فترة علاجه، يجب أن تكون مستمرة ودائمة وتكون جزءاً من حياته وبرنامجه اليومي لكي يضمن عدم عودة هذه الآلام .

التدخل الجراحي :
في الحالات التي تكون نتيجة انزلاق غضروفي أو حدوث ضيق على القناة الشوكية ولا تستجيب للخطة العلاجية السابقة، فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً . وينصح به عندما تكون الآلام ناتجة عن انزلاقات غضروفية في الفقرات العنقية تضغط على الأعصاب وتؤثر في الذراع ولا تستجيب للعلاج التحفزي، فإن التدخل الجراحي يصبح ضرورياً وهذا التدخل الجراحي يكون عن طريق عملية جراحية لاستئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية وتحرير العصب ورفع الضغط عن النخاع الشوكي , وهي عملية روتينية تجرى عادة عن طريق فتحة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات في مقدمة العنق، ويتم خلالها استخدام الميكروسكوب الطبي تستغرق العملية نحو الساعة أو الساعة والنصف، وتبلغ نسبة نجاحها خمسة وتسعين في المئة , وبعد استئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية، فإنه يمكن وضع طعم عظمي صناعي مكان الغضروف لدمج الفقرتين معاً، أو يمكن استخدام ما يعرف بالغضروف الصناعي، الذي يتم وضعه مكان الغضروف المريض الذي تم استئصاله , وفائدة الغضروف الصناعي هو أنه بدلاً من دمج الفقرتين وانعدام الحركة بينهما، فإنه سوف يؤدي إلى المحافظة على الحركة بين الفقرتين التي تمت إزالة الغضروف المريض من بينهما . وفي الواقع فإن الغضروف الصناعي في الفقرات العنقية هو أحدث التقنيات المتواجدة عند علاج هذه المشكلة. وعلى الرغم من ارتفاع ثمن هذا الغضروف الصناعي نسبياً، إلا أن كثيراً من المرضى يفضلونه لأنه كما ذكرنا سابقاً، يحافظ على الحركة في العنق، وخصوصاً لدى فئة المرضى الصغار في السن نسبياً . أما في الحالات التي تكون ناتجة عن التهابات جرثومية في الفقرات العنقية، فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً لإزالة أي تجمعات صديدية، ولعمل تنظيف الفقرات المتسوسة وتثبيتها إذا كان الالتهاب أدى إلى خلخلة في هذه الفقرات. ويتم بعد ذلك إعطاء المريض جرعات مركزة من المضادات الحيوية عن طريق الوريد لفترة قد تستمر بضعة أسابيع بهدف القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب الجرثومي . وبالنسبة للحالات القليلة التي يكون فيها الألم ناتجا عن أورام حميدة أو أورام سرطانية، فإن العلاج يعتمد على نوع الورم وشدته وشراسته ومكانه في الفقرة، ويختلف من مريض إلى آخر …….

د . مأمون عبد المعين مسعود

شاهد الفيديو:

 

Arabs.gr

 

Leave a comment